فصل: التفسير المأُثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ الباقون بالتحتية {إِنَّ في ذَلِكَ لآيَاتٍ} أي: إن في ذلك التسخير على تلك الصفة لآيات ظاهرات تدلّ على وحدانية الله سبحانه وقدرته الباهرة {لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} بالله سبحانه، وبما جاءت به رسله من الشرائع التي شرعها الله.
وقد أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ضَرَبَ الله مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا} الآية قال: يعني الكافر أنه لا يستطيع أن ينفق نفقة في سبيل الله {وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا} الآية، قال: يعني: المؤمن وهذا المثل في النفقة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم نحوه بأطول منه.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية، وفي قوله: {مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ} قال: كل هذا مثل إله الحق وما تدعون من دونه الباطل.
وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس قال: في المثل الأوّل، يعني بذلك: الآلهة التي لا تملك ضرًّا ولا نفعًا، ولا تقدر على شيء ينفعها {وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّا وَجَهْرًا} قال: علانية الذي ينفق سرًّا وجهرًا لله.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وابن مردويه، وابن عساكر عنه، قال: نزلت هذه الآية {ضَرَبَ الله مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا} في رجل من قريش، وعبدة بن هشام بن عمرو، وهو الذي ينفق سرًّا وجهرًا، وفي عبدة أبي الجوزاء الذي كان ينهاه.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عنه أيضًا في قوله: {وَضَرَبَ الله مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ} الآية قال: يعني بالأبكم: الذي هو كلّ على مولاه الكافر {وَمَن يَأْمُرُ بالعدل} المؤمن، وهذا المثل في الأعمال.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عنه أيضًا قال: نزلت هذه الآية {وَضَرَبَ الله مَثَلًا رَّجُلَيْنِ} الآية في عثمان بن عفان ومولى له كافر، وهو أسيد بن أبي العيص كان يكره الإسلام، وكان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المؤنة، وكان الآخر ينهاه عن الصدقة والمعروف، فنزلت فيهما.
وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة، والبخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والضياء في المختارة عنه أيضًا في قوله: {وَمَن يَأْمُرُ بالعدل} قال: عثمان بن عفان.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عنه أيضًا في قوله: {كُلٌّ} قال: الكلّ: العيال، كانوا إذا ارتحلوا حملوه على بعير ذلول، وجعلوا معه نفرًا يمسكونه خشية أن يسقط عليهم، فهو عناء وعذاب وعيال عليهم {هَلْ يَسْتَوِى هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بالعدل وَهُوَ على صراط مُّسْتَقِيمٍ} يعني: نفسه.
وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وَمَا أَمْرُ الساعة إِلاَّ كَلَمْحِ البصر} هو أن يقول: كن فهو كلمح البصر {أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} فالساعة كلمح البصر أو هي أقرب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدّي في قوله: {والله أَخْرَجَكُم مّن بُطُونِ أمهاتكم} قال: من الرحم.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {فِى جَوّ السماء} أي: في كبد السماء. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.قال في ملاك التأويل:

قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالأفئدة لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]، وفي سورة المؤمنون: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَلَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالأفئدة قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [المؤمنون: 78]، وفي سورة الملك: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالأفئدة قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [الملك: 23]، فورد في هاتين الآيتين نفي شكرهم على المعروف من هذه العبارة أو تقليله بمقتضى اللفظ، وورد في آية سورة النحل ترجي شكرهم مع اتحاد المقصود من إبداء عظيم النعمة بالإسماع والإبصار، فللسائل أن يسأل عن الفرق؟.
والجواب، والله أعلم: أن آية النحل مبتدأة بقوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل: 78]، فناسب هذا-لكونه وصف حال قبل تعيين التكليف ورود الترجي لأن يكون منهم الشكر لذكره إياهم في حال لم يتهيؤوا فيها بعد لقبول أمر أو نهي أو إعراض عن ذلك، ولا يتعلق بهم التكليف، فناسب هذا ذكر الترجي.
أما الآيتان بعد فالإخبار فيهما عن أحوال من استوفى سن التكليف وعقل الخطاب {وشاهد العضات} وفهمها، وتكرر عليه التذكار فلم يجد عليه شيئا، ألا ترى أن قبل آية المؤمنون {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ} [المؤمنون: 76]، إلى ما اتصل بهذا.
فقد صدر عن هؤلاء التعامي فخالف الوارد في آية النحل، فناسب ذلك هنا نفي شكرهم.
وأما آية الملك المخاطب بها من قيل له تعريفًا وتوبيخًا {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ} [الملك: 20] إلى قوله: {قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ} [الملك: 23]، والآي مشيرة إلى موالاة إنعامه سبحانه على عبادة وإدرار أرزاقهم إلى ما يجري مع هذا، فناسب ذلك الحين لم يجد عليهم مستمر إحسانه ومتوالي إنعامه أن نفى تعالى شكرهم، فقد وضح التناسب في هذه الآي، ووردت كل واحدة منها على ما يجب، وإن عكس الوارد غير مناسب.
قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ} [النحل: 79]، وفي سورة الملك: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ} [الملك: 19]، فورد في الأولى: {مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ} وفي الثانية: {إِلَّا الرَّحْمَنُ} ومقصود الآيتين في التنبيه على الاعتبار بعظيم قدرته تعالى وعلى حكمته في تسخير الطير في جو السماء وتسخير الهواء وتهيئة {لذلك} بتقدير العزيز الحكيم مقصود واحد، للسائل أن يسأل عن ذلك؟
والجواب، والله أعلم: أن آية سورة الملك لما انطوت على ذكر حالين للطائر من صفة جناحية وقبضهما، وهما حالتان يستريح إليهما الطائر، فتارة يصف جناحية كأنه لا حركة به، وتارة يقبضهما إلى جنبيه حتى يلزقهما بهما، ثم يبسطهما ويقبضهما موالاة بسرعة كما يفعل السابح، فناسب هذا الإنعام منه تعالى وورد اسمه الرحمان. أما آية النحل لم يرد فيها ذكر هذه الاستراحة فقيل هنا: {مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ} [النحل: 79]، وتناسب ذلك وامتنع عكس الوارد بما تبين، والله أعلم. اهـ.

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)}.
استأثر الحقُّ سبحانه بعلم الغيبيات، وسَتَرهَا على الخلْق؛ فيخرِجُ قومًا في الضلالة ثم ينقلهم إلى صفة الولاية، ويقيم قومًا برقم العداوة ثم يردهم إلى وصف الولاية.. فالعواقبُ مستورة، والخواتيم مبهمة، والخَلْقُ في غفلة عما يُرَادُ بهم.
{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالأفئدة لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)}.
خلَقهُم مِنْ غير أَنْ شاورهم، وأثبتهم- على الوصف الذي أراده- دون أن خَيَّرهم، ولم يعلموا بماذا سبق حُكْمُهم.. أبا لسعادة خلقهم أم على الشقاوة من العدَم أخرجهم من بطون أمهاتهم؟ فلا صلاحَ أَنْفُسِهِمْ عَلِمُوا، ولا صفةَ ربِّهم عَرفوا. ثمَّ بحُكْم الإلهام هداهم حتى قَبِّلَ الصبيُّ ثدي أمه وإن لم يكن قد تقدمه تعريف أو تخويف أو تكليف أو تعنيف.
{وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ} لتسمعوا خطابه، {وَالأَبْصَارَ} لتُبصِروا أفعالَه، {وَالأَفْئدَةَ} لِتَعْرِفُوا حقَّه، ثم لتَشكروا عظيم إنعامه عليكم بهذه الحواس.
{أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}.
الطائر إذا حَلّقَ في الهواء يبقى كالواقف ولا يسقط، وقد قامت الدلالة على أن الحقَّ سبحانه متفرِّدٌ بالإيجاد، ولا يَخْرُجُ حادثٌ عن قدرته، وفي ذلك دلالة على كمال قدرته سبحانه. اهـ.

.التفسير المأُثور:

قال السيوطي:
{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)}.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقًا من السماوات والأرض} قال: هذه الأوثان التي تعبد من دون الله، لا تملك لمن يعبدها رزقًا ولا ضرًا ولا نفعًا ولا حياة ولا نشورًا {فلا تضربوا لله الأمثال} فإنه أحد صمد {لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد} [الإخلاص: 3].
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {فلا تضربوا لله الأمثال} يعني اتخاذهم الأصنام. يقول: لا تجعلوا معي إلهًا غيري، فإنه لا إله غيري.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {ضرب الله مثلًا عبدًا مملوكًا لا يقدر على شيء} يعني الكافر، إنه لا يستطيع أن ينفق نفقة في سبيل الله {ومن رزقناه منا رزقًا حسنًا فهو ينفق منه سرًا وجهرًا} يعني المؤمن وهو المثل في النفقة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {ضرب الله مثلًا عبدًا مملوكًا} قال: هذا مثل ضربه الله للكافر رزقه الله مالًا فلم يقدم فيه خيرًا ولم يعمل فيه بطاعة الله. {ومن رزقناه منا رزقًا حسنًا} قال: هو المؤمن أعطاه الله مالًا رزقًا حلالًا، فعمل فيه بطاعة الله، وأخذه بشكر ومعرفة حق الله، فأثابه الله على ما رزقه الرزق المقيم الدائم لأهله في الجنة. قال الله: {هل يستويان مثلًا} قال: لا والله لا يستويان.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله: {ضرب الله مثلًا عبدًا مملوكًا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقًا حسنًا} و{رجلين أحدهما أبكم} {ومن يأمر بالعدل} قال: كل هذا مثل إله الحق، وما يدعون من دونه الباطل.
وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج، عن ابن عباس في قوله: {ضرب الله مثلًا عبدًا مملوكًا لا يقدر على شيء} قال: يعني بذلك الآلهة التي لا تملك ضرًا ولا نفعًا، ولا تقدر على شيء. ينفعها ومن رزقناه منا رزقًا حسنًا فهو ينفق منه سرًا وجهرًا قال علانية المؤمن الذي ينفق سرًا وجهرًا لله.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن في قوله: {ضرب الله مثلًا عبدًا مملوكًا لا يقدر على شيء} قال الصنم.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن الربيع بن أنس قال: إن الله ضرب الأمثال على حسب الأعمال، فليس عمل صالح، إلا له المثل الصالح، وليس عمل سوء، إلا له مثل سوء، وقال: إن مثل العالم المتفهم، كطريق بين شجر وجبل، فهو مستقيم لا يعوّجه شيء، فذلك مثل العبد المؤمن الذي قرأ القرآن وعمل به.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر. عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية {ضرب الله مثلًا عبدًا مملوكًا لا يقدر على شيء} في رجل من قريش وعبده، في هشام بن عمر، وهو الذي ينفق ماله سرًا وجهرًا، وفي عبده أبي الجوزاء الذي كان ينهاه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس قال: ليس للعبد طلاق إلا بإذن سيده، وقرأ: {عبدًا مملوكًا لا يقدر على شيء}.
وأخرج البيهقي في سننه. عن ابن عباس أنه سئل عن المملوك يتصدق بشيء؟ قال: {ضرب الله مثلًا عبدًا مملوكًا لا يقدر على شيء} لا يتصدق بشيء.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس في قوله: {ضرب الله مثلًا رجلين أحدهما أبكم} إلى آخر الآية. يعني بالأبكم الذي {هو كل على مولاه} الكافر، وبقوله: {ومن يأمر بالعدل} المؤمن، وهذا المثل في الأعمال.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر، عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية {وضرب الله مثلًا رجلين أحدهما أبكم} في رجلين أحدهما عثمان بن عفان، ومولى له كافر، وهو أسيد بن أبي العيص، كان يكره الإسلام، وكان عثمان ينفق عليه ويكفله ويكفيه المؤنة، وكان الآخر ينهاه عن الصدقة والمعروف، فنزلت فيهما.
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبخاري في تاريخه وابن أبي حاتم وابن مردويه والضياء في المختارة، عن ابن عباس في قوله: {ومن يأمر بالعدل} قال: عثمان بن عفان.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في الآية قال: هذا مثل ضربه الله للآلهة أيضا. أما الأبكم فالصنم، فإنه أبكم لا ينطق {وهو كل على مولاه} ينفقون عليه وعلى من يأتيه، ولا ينفق عليهم ولا يرزقهم {هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل} وهو الله.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر، عن قتادة في قوله: {أحدهما أبكم} قال: هو الوثن {هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل} قال: الله.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر، عن ابن عباس في قوله: {كل} قال: الكل العيال. كانوا إذا ارتحلوا حملوه على بعير ذلول، وجعلوا معه نفرًا يمسكونه خشية أن يسقط، فهو عناء وعذاب وعيال عليهم {هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم} يعني نفسه.
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود أنه قرأ خبر.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر} هو أن يقول: كن أو أقرب، فالساعة {كلمح البصر أو أقرب}.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في قوله: {كلمح البصر} يقول: كلمح ببصر العين من السرعة. أو {أقرب} من ذلك إذا أردنا.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله: {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب} قال: هو أقرب، وكل شيء في القرآن أو، فهو هكذا {مائة ألف أو يزيدون} والله أعلم.
{وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالأفئدة لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)}.
أخرج ابن أبي حاتم، عن السدي في قوله: {والله أخرجكم من بطون أمهاتكم} قال: من الرحم.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون} قال: كرامة أكرمكم الله بها، فاشكروا نعمه.
وأخرج أحمد وابن ماجه وابن حبان والطبراني وابن مردويه، عن حبة وسواء ابنَيْ خالد أنهما أتيا النبي صلى الله عليه وسلم: وهو يعالج بناء، فقال لهما: «هلم»، فعالجا معه، فعالجا فلما فرغ، أمر لهما بشيء وقال لهما: «لا تَيْأَسا من الرزق ما تهزهزت رؤوسكما. فإنه ليس من مولود يولد من أمة إلا أحمر ليس عليه قشرة ثم يرزقه الله».
{أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)} أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {في جوّ السماء} في كبد السماء.